النقطة الكلفينية الأولى: الفساد الكلي والشامل Total Depravity

Image

أول النقاط الخمسة الكلفينية هي الفساد الشامل أو الفساد الكليّ:

هذه النقطة توضح أنه عندما سقط أدم الأول في الخطية حدثت على الأقل ثلاثة أشياء كنتيجة لهذه الخطية:

1- تم حسبان خطية أدم الأولى لنسله: أي أصبح كل الجنس البشري ساقط في الخطية ويقف أمام الله مذنبا نتيجة احتساب خطية أدم لهم. فكل الجنس البشري بلا استثناء هو مدان أمام الله بخطية أدم ويستحق الموت الذي هو عقوبة الخطية. لأن اجرة الخطية موت. فالحسبان بهذا المعنى يشمل نسبة جرم خطية آدم الأولى إلينا، فصرنا آثمين أمام الناموس شرعًا وساقطين تحت حكمه بالقصاص. ”مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ” (رومية 5: 12). ”فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ” (1 كورنثوس 15: 21 – 22). “وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا” (رومية 5: 15- 19).

 2- كل إنسان مولود من جنس أدم هو مولود بخطية أصلية وطبيعة فاسدة. بمعنى إنه ليس فقط كل إنسان مذنب أمام الله باحتساب خطية أدم له، لكنه أيضا مولود بهذه الخطية وبالتالي فالخطايا الفعلية تنتج من فساد الطبيعة البشرية المولود بها الإنسان. فحكم الموت الشرعي واقع على كل الجنس البشري بجعل خطية أدم خطيتنا. وقد وصلت لنا طبيعة فاسدة كليّا بالولادة الطبيعية إرثا. وحكم الموت هو بسبب نيابة أدم عنا نيابة شرعية (لأن الله أقامه رأسا لكل الجنس البشري باعتباره أول الخليقة وبسبب سقوطه وعصيانه في العهد الذي أقامه الله معه). وفساد الطبيعة الساقطة هو بسبب نيابة أدم عنا نيابة طبيعية كونه أبو الجنس البشري. ”1 اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ 2 قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا. 3 الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ” (مزمور 14: 1- 3). ”10 الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. 11 لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ” (رومية 3: 10-12). ”هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي” (مزمور 51: 5).

 3- عجز الإنسان المولود بالخطية عن عمل الصلاح الذي يتطلبه الله. فكل إنسان مولود بالخطية الأصلية والطبيعة الفاسدة وقد أُحتسبت له خطية أدم. وبالتالي هو غير قادر على فعل الصلاح الذي يريده الله، وهو غير قادر على خلاص نفسه من الخطية. ذلك لأنه عاجز عن تحقيق مقاصد الله المقدسة. فقلب الإنسان ملوث بالخطية والشر وذلك نتيجة ولادته بالخطية الأصلية والطبيعة الفاسدة. الإنسان عاجز عن اختيار الله أو القبول إليه بإرادته. ذلك لان تلك الإرادة هي مقيدة بالخطية والفساد. فسلوك أي إنسان هو نابع من دوافع قلبه ورغباته الداخلية. وبما إن رغبات قلب الإنسان الطبيعي هي كلها للشر، فلا يستطيع هذا الإنسان أن يختار الله أو أن يقيم علاقة معه أو يطيع وصاياه أو يحيا الحياة المرضية أمامه. يقول الكتاب المقدس أن الإنسان الطبيعي هو ميت بالذنوب والخطايا. وبالتالي مهما عمل أعمالا تبدو صالحة (كالصوم والصلاة والصدقة) فكل هذه الأعمال تنبع من قلب ملوث بالخطية وإرادة مقيدة بفعل الشر. وبالتالي فهذه الأعمال وإن كانت تبدو صالحة فهي في جوهرها أعمالا نجسة تنبع من إنسان نجس. ”وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا” (إشعياء 64: 6). ”12 تَعَدَّيْنَا وَكَذِبْنَا عَلَى الرَّبِّ، 13 لأَنَّ مَعَاصِيَنَا كَثُرَتْ أَمَامَكَ، وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا، لأَنَّ مَعَاصِيَنَا مَعَنَا، وَآثَامَنَا نَعْرِفُهَا. وَقَدِ ارْتَدَّ الْحَقُّ إِلَى الْوَرَاءِ، 14 وَحِدْنَا مِنْ وَرَاءِ إِلهِنَا. تَكَلَّمْنَا بِالظُّلْمِ وَالْمَعْصِيَةِ. حَبِلْنَا وَلَهَجْنَا مِنَ الْقَلْبِ بِكَلاَمِ الْكَذِبِ. وَصَارَ الصِّدْقُ مَعْدُومًا، 15 وَالْعَدْلُ يَقِفُ بَعِيدًا. لأَنَّ الصِّدْقَ سَقَطَ فِي الشَّارِعِ، وَالاسْتِقَامَةَ لاَ تَسْتَطِيعُ الدُّخُولَ. وَالْحَائِدُ عَنِ الشَّرِّ يُسْلَبُ. فَرَأَى الرَّبُّ وَسَاءَ فِي عَيْنَيْهِ أَنَّهُ لَيْسَ عَدْلٌ” (إشعياء 59: 12-15). “اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟” (إرميا 17: 9).

د. ق. شريف جندي

 

Image

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s