المسيح موسى الجديد بحسب متى البشير

يقدم لنا البشير متى شخص المسيح باعتباره مماثلاً لموسى في عدة أوجه لكنه في ذات الوقت أفضل من موسى. فالمسيح بحسب متى هو موسى جديد كالآتي:

1- موسى القديم كان مخلّصًا موعودًا به (خروج 3: 8)، وموسى الجديد هو المخلص الموعود به (متى 1: 21).

2- موسى القديم نزل لمصر (خروج 3 – 4)، وموسى الجديد نزل أيضًا إلى مصر (متى 2). لاحظ الآية في خروج 4: 19 “اذْهَبْ ارْجِعْ إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ”، والآية في متى 2: 20 “لأَنَّه قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ”.

3- موسى القديم خرج من أرض مصر (خروج 4 – 12)، وموسى الجديد كذلك خرج من أرض مصر (متى 2: 19 – 21).

4- موسى القديم عبر في الماء (خروج 14)، وموسى الجديد عبر أيضًا في ماء المعمودية (متى 3: 13 – 17). لاحظ أن بولس الرسول يقول إن عبور شعب إسرائيل تحت السحابة واجتيازهم في البحر بقيادة موسى كان بمثابة معمودية لهم في السحابة وفي البحر (1 كورنثوس 10: 1 – 11).

5- موسى القديم جُرّب في البرية (خروج 16 – 17، سفر العدد)، وكذلك موسى الجديد جُرّب من إبليس في البرية (متى 4: 1 – 11).

6- موسى القديم استلم التوراه وهو على الجبل (خروج 20 – 31)، أما موسى الجديد فأعطى الشريعة وهو على الجبل أيضا (متى 5 – 7). وهنا نرى تفوق وسمو موسى الجديد عن موسى القديم. فموسى القديم صعد إلى الجبل الذي نزل عليه الله لكي يستلم من الله الشريعة أو التوراه (خروج 19: 11، 16 – 20). أما موسى الجديد فصعد إلى الجبل وجلس عليه، وتقدم إليه التلاميذ ليستلموا منه الشريعة كما استلم موسى الشريعة (متى 5: 1)، ثم فتح فاه متمثلا بيهوه الذي نزل على الجبل. وهنا نرى أن موسى الجديد ليس مجرد إنسانًا يستلم الشريعة من الله لكنه هو نفسه الله المعطي للشريعة.

7– موسى القديم صنع الرب من خلاله معجزات شفاء (خروج 15: 26)، وموسى الجديد كان هو نفسه شافيًا للشعب (متى 8: 17).

8- موسى القديم كان راعيًا للشعب (خروج 3، عدد 27: 17)، وموسى الجديد هو الراعي الصالح (متى 2: 6، 9: 36، 26: 31).

9- موسى القديم كان عبدًا للرب (تثنية 34: 5، يشوع 1: 1 – 2، 7، 13، 15)، وموسى الجديد هو أيضًا عبد الرب (متى 12: 18 – 21). لاحظ أن كلمة “فتاي” في متى 12: 18 تعني عبد في اليوناني وهي نفس الكلمة المستخدمة في الترجمة السبعينية “عبد” في الاشارة لموسى القديم في يشوع 1: 7، 13. لذلك كل الترجمات الانجليزية ترجمت كلمة “فتاي” servant في هذه الآية في متى 12: 18.

10- موسى القديم جاء بيده المن من السماء (خروج 16)، وموسى الجديد قدم طعامًا للشعب (متى 15: 32 – 39).

11- موسى القديم حصر الشعب في اثنى عشر سبط (عدد 1: 1 – 16، 7: 1 – 88، 10: 14 – 28)، وموسى الجديد أقام أثنى عشر تلميذا (متى 10: 1 – 4، 19: 28).

12- موسى القديم كلّمه الله وجهًا لوجه (خروج 33: 7 – 11، 34: 29 – 35، عدد 12: 4 – 8)، وكان نيره صعب حمله (أعمال الرسل 15: 10)، وطُردت الأمم من أمامه (خروج 33: 2، 34: 11). أما موسى الجديد فيعرف الآب والآب يعرفه، ونيره هين وحمله خفيف، ويدعوا الجميع إليه (متى 11: 25 – 30).

13- موسى الجديد ظهر له موسى القديم وإيليا في جبل التجلي (متى 17: 3 – 4).

14- موسى القديم أختار من يخلفه (تثنية 31: 7 – 8، يشوع 1: 7 – 9)، وموسى الجديد أقام أيضًا من يخلفه (متى 28: 16 – 20).

من خلال هذه التناظرات والتشابهات يتضح لنا أن متى البشير قصد أن يقدم لنا المسيح باعتباره موسى الجديد يكون نظيرًا للقديم ولكن متفوقًا عليه. ونجد نفس المقارنة في رسالة العبرانيين إصحاح 3 حيث يقدم لنا كاتب الرسالة موسى القديم باعتباره خادمًا أما موسى الجديد فهو ابنًا (عبرانيين 3: 5 – 6). فإن المسيح قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى (عبرانيين 3: 3).

د. ق. شريف جندي

 

Image

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s